تتميز الدورة الرابعة لملتقى القصبة للفيلم القصير ، التي يحتضن فعالياتها قصر المؤتمرات بورزازات من 25 إلى 28 أكتوبر الجاري ، بتمحور أنشطتها حول إبداعات الشباب .
يتجلى ذلك من خلال شعارها " الفيلم القصير أساس تطوير الإبداع السينمائي لدى الشباب "، الذي تم اختياره بعناية من طرف جمعية التربية والتنمية (فرع ورزازات) ، باعتبارها الجهة المنظمة للملتقى بشراكة مع المركز السينمائي المغربي (لجنة دعم تنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية) وبدعم من المجلسين الإقليمي والبلدي لورزازات والمجلس الجهوي لدرعة تافيلالت والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بورزازات والشركة الشريفة للدراسات المعدنية وشركاء آخرون .
كما يتجلى أيضا من خلال تكريم المخرج السينمائي والتلفزيوني البيضاوي الشاب يونس الركاب (42 سنة) وعرض نماذج من أفلامه القصيرة في حفل الإفتتاح (مساء الخميس 26 أكتوبر الجاري ) وإطلاق إسمه على دورة 2017 ، وإحداث فقرة جديدة في حفل الإختتام (مساء السبت 28 أكتوبر الجاري) للتعريف بأحد الفاعلين المحليين الشباب في مجال السينما والإحتفاء به .
لم يأت اعتباطيا ، إذن ، اختيار يونس الركاب لاستضافته في هذه الدورة الرابعة والتعرف عن قرب على تجربته من خلال " ماستر كلاس " يحتضنه المعهد المتخصص في مهن السينما صباح السبت 28 أكتوبر ، فهو من المخرجين السينمائيين الشباب الذين استطاعوا بعد إخراج مجموعة من الأفلام القصيرة أن يدخلوا بنجاح مغامرة إخراج أول فيلم سينمائي روائي طويل سنة 2014 بعنوان " الأوراق الميتة " وأن يفرضوا إسمهم في عالم التلفزيون من خلال إخراج العديد من الأعمال المتنوعة من بينها الفيلم التلفزيوني " فنيدة " (2006) والمسلسل الناجح " ثريا " (2010) من بطولة الممثلة الشابة منال الصديقي وسيتكوم " المحطة " (2012) والسلسلتين الوثائقيتين " عبد السلام بن مشيش " (2015) و" مولاي إسماعيل " (2015) ...
أما اختيار السيناريست والمخرج الواعد توفيق بابا (38 سنة) للإحتفاء به وإلقاء بعض الأضواء ، عبر الفقرة الجديدة المشار إليها أعلاه ، على تجربته الإبداعية الفتية التي بصم بها الساحة السينمائية محليا ووطنيا ، فهو الآخر لم يكن اعتباطيا ، وذلك لأن هذا الشاب المقيم بورزازات استفاد بعد حصوله على البكالوريا الأدبية سنة 1998 من الدراسة الجامعية في الأدب الفرنسي ومن عدة تداريب وتكوينات في تقنيات كتابة السيناريو وفي الإخراج والإعلاميات وغير ذلك ، وهو يتقن حاليا خمس لغات (العربية والأمازيغية والفرنسية والأنجليزية والإسبانية) . كما أنه اشتغل في مجموعة من الأعمال الوطنية والأجنبية المصورة بالمغرب ، كمساعد في الإخراج أو الكاستينغ أو التصوير ...
أخرج منذ سنة 2009 ، بالإضافة إلى كتابته لسيناريوهات مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية ، وثائقيا بعنوان " فرسان تازغت " وسبعة أفلام قصيرة وفيلما طويلا بعنوان " أوليفر بلاك – Oliver Black " (2017) انتهى مؤخرا من تصويره وهو في مرحلة ما بعد الإنتاج .
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج العام للدورة الرابعة لملتقى القصبة للفيلم القصير يتضمن ، بالإضافة إلى ماسبق ، مسابقة رسمية يتبارى على جوائزها إثنى عشر فيلما قصيرا من مختلف المدن المغربية أمام لجنة تحكيم مكونة من الممثلة الشابة سناء بحاج والناقدين السينمائيين محمد اشويكة ومصطفى أفاقير ، وثلاث ورشات تكوينية : الأولى من تأطير الأستاذ معاوية بوتدغارت (من شعبة المونطاج الرقمي والمؤثرات الخاصة بالمعهد المتخصص في مهن السينما) حول " تقنيات التحريك ثنائية وثلاثية الأبعاد " ، والثانية من تأطير الأستاذ محمد شرف (مدير تصوير وصلات إشهارية وأعمال تلفزيونية) حول " تقنيات التصوير بالفيديو " ، والثالثة من تأطير الفنان التشكيلي والموسيقي محمد ملال حول " تقنيات رسم ملصق الفيلم " ، وندوة فكرية حول موضوع " صورة الشباب في الفيلم المغربي " يسيرها الكاتب والروائي ياسين أبو الهيثم ويشارك فيها بمداخلات الأساتذة والنقاد والباحثين يوسف آيت همو ومحمد البوعيادي وعز الدين الصافي ، وتقديم وتوقيع كتابين في إطار فقرة " المقهى السينمائي " ، التي يسيرها الباحث والمبدع المسرحي إبراهيم هنائي ، هما : " السينما بالجمع – Le cinéma au pluriel " من تأليف الباحث بوشتى فرق زايد (يقدمه عز الدين الصافي) و" حميد اتباتو .. قلق الكتابة والإنتساب " (يقدمه محمد البوعيادي) وهو من منشورات النادي السينمائي بسيدي قاسم ، العرض ما قبل الأول للفيلم الجديد من إخراج ربيع الجوهري بعنوان " رقصة الرتيلا " ، وفقرات أخرى ...
أحمد سيجلماسي